قرش الشعاب المرجانية ذو الطرف الأبيض الاجتماعي (Triaenodon obesus)
تتردد أسماك قرش الشعاب المرجانية ذات الأطراف البيضاء (Triaenodon obesus) على الشعاب المرجانية المحيطة بجزيرة كوزين، حيث تظهر زعانفها الظهرية والذيلية ذات الأطراف البيضاء المميزة. تُظهر أسماك القرش متوسطة الحجم هذه، التي يتراوح طولها عادةً بين 1.6 و1.75 متر، سلوكاً فريداً من نوعه يتمثل في الاستراحة في قاع البحر، وغالباً ما توجد في الكهوف أو تحت البروز خلال ساعات النهار. وهي من الصيادين الليليين، وتستهدف في المقام الأول أسماك الشعاب المرجانية والحبار تحت جنح الظلام.
على عكس العديد من أنواع أسماك القرش التي تتطلب حركة مستمرة للتنفس، تمتلك أسماك قرش الشعاب المرجانية ذات الطرف الأبيض القدرة على ضخ الماء فوق خياشيمها وهي ثابتة، مما يمكنها من الاستلقاء بلا حراك خلال فترات الراحة. وهي معروفة بطبيعتها الاجتماعية والفضولية، وكثيراً ما يصادفها الغطاسون والغواصون الذين يستكشفون المنطقة. وعلى الرغم من فضولها، إلا أن تفاعلاتها مع البشر تكون حميدة بشكل عام، مع ندرة وقوع حوادث عدوانية.
هذا السلوك الوديع يجعل من قرش الشعاب المرجانية ذو الطرف الأبيض نوعاً مفضلاً لعشاق الغوص تحت الماء الذين يسعون إلى مراقبة أسماك القرش عن قرب في بيئتها الطبيعية. يضيف وجودها الإثارة لرحلات الغوص حول جزيرة كوزين، حيث يمكن للزوار مشاهدة هذه المخلوقات الرشيقة وهي تنزلق دون عناء عبر المناظر الطبيعية النابضة بالحياة تحت الماء. تلعب أسماك قرش الشعاب المرجانية ذات الرأس الأبيض دوراً حاسماً في الحفاظ على توازن الحياة البحرية من خلال دورها كحيوانات مفترسة في النظام البيئي للشعاب المرجانية، حيث تساهم في التنوع البيولوجي وصحة الشعاب المرجانية المحيطة بها.
لا توفر اللقاءات مع أسماك القرش ذات الرأس الأبيض في الغطس حول جزيرة كوزين فرصة مثيرة لمشاهدة هذه المخلوقات الرائعة فحسب، بل هي بمثابة تذكير بأهمية جهود الحفاظ على البيئة البحرية في الحفاظ على موائلها لتستمتع بها الأجيال القادمة.