الفرقاطة العظيمة سفينة حربية سريعة في السماء
تعتبر طيور الفرقاطة الكبيرة (فريغاتا الصغرى) من الطيور البحرية الضخمة الرائعة والمعروفة بصورتها الظلية المميزة التي تشبه الزاحف المجنح أثناء الطيران. يبلغ طول جناحيها 205-230 سم، ولا تخطئها العين وهي تحلق برشاقة فوق جزيرة كوزين. تتغذى هذه الطيور في المقام الأول على الأسماك، وخاصة الأسماك الطائرة، حيث تقوم بخطفها من سطح المحيط بمناقيرها الكبيرة المعقوفة.
سُمّيت هذه الطيور بهذا الاسم لشبهها بالسفن الحربية السريعة ("la frégate" بالفرنسية)، ونادراً ما تهبط طيور الفرقاطات على كوزين ولكن يمكن مشاهدتها بأعداد صغيرة يومياً. وعلى عكس معظم الطيور البحرية، تفتقر هذه الطيور إلى الزيوت العازلة للماء والأقدام المكشوفة، وتعتمد على البراعة الجوية للبقاء على قيد الحياة. وهي تختطف الفرائس في الجو أو تلجأ إلى القرصنة ومضايقة الطيور البحرية الأخرى مثل الطيور الاستوائية ذات الذيل الأبيض حتى تسقط صيدها، في مشهد من السرعة وخفة الحركة.
تمتلك طيور الفرقاطة أجنحة طويلة ضيقة مدببة وذيل طويل ضيق متشعب بعمق. وتتمتع بأعلى نسبة من مساحة الجناح إلى كتلة الجسم وأقل نسبة تحميل للأجنحة مقارنة بأي طائر آخر. وقد افتُرض أن هذا الأمر يمكّن هذه الطيور من استخدام الحرارة البحرية الناتجة عن الاختلافات الصغيرة بين درجات حرارة الهواء الاستوائية ودرجات حرارة الماء.
في سيشيل، تتكاثر هذه الطيور حصرياً في ألدابرا، وتتجمع في مستعمرات، بينما خارج مواسم التكاثر، تجثم المئات منها على جزيرة أريدي. إن مشاهدة حركاتها البهلوانية الجوية وتكتيكاتها المفترسة تجربة تخطف الأنفاس، وتظهر قدرة الطبيعة على التكيف وجمالها. تلعب هذه الطيور دوراً حاسماً في ديناميكيات النظام البيئي للبيئات البحرية في سيشيل، حيث تحافظ على التوازن من خلال عاداتها في البحث عن الطعام واستراتيجيات الصيد الفريدة من نوعها.